السلام أساس العلاقات الإنسانية فى الإسلام | منصة التدريب

الرقم التعريفي للتتبُّع

السبت، 7 سبتمبر 2013

السلام أساس العلاقات الإنسانية فى الإسلام

السلام أساس العلاقات الإنسانية فى الإسلام
لقد شرع السلام ليكون أساس العلاقات الإنسانية بين جميع البشر والإسلام مأخوذ من مادة السلام لفظا واشتقاقا فإنهما يمثلان على الأمن والطمأنينة عملا وتطبيقا ولا يقتصر ما يبذله المسلمون وما يتسمون به من مبدأ السلام على أنفسهم فحسب بل أيضا بالنسبة لغيرهم من غير المسلمين أما عن علاقة المسلمين بعضهم مع بعض فقد جاء الإسلام ليجمع قلوب المسلمين ويجعل من أخوة الإيمان أكبر رابطة تجمع بين العباد ( انما المؤمنون إخوة) وقال تعالى ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) ويقول الرسول ( المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف فواجب المؤمنين أن يكونوا يدا واحدة ولكنهم إذا تخاصموا واختلفوا فيما بينهم وجب على المسلمين جميعا أن يجتمعوا أمرهم لقتال الباغية وقال تعالى ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا ) . وقد قاتل ابو بكر الصديق مانعى الزكاة وقاتل على الفئة الباغية واتفق الفقهاء على أنها لا تخرج عن الإسلام ببغيها لأن القرآن وصفها بالإيمان مع مقاتلتها فقال ( وأن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )

وأما عن العلاقة بين المسلمين وغيرهم فهى علاقة تعارف وعدل قال تعالى ( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )

وقرر الإسلام عدم الاكراه فى الدين ولا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى، كما صان الإسلام حقوق غير المسلمين من الحرية فى الجدل والمناقشة فى حدود العقل والمنطق مع الالتزام بالآداب والبعد عن الخشونة والبعد عن العنف.

وقال تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن. إلا الذين ظلموا منهم وتولوا) ولقد تولى الله تعالى بنفسه الدفاع عن الذين يستجيبون لنداء الإسلام حين يجنح إليه الغير فإذا ما توكلوا على الله فإن الله سبحانه وتعالى معهم يؤيدهم وينصرهم – حتى ولو كان – الذين جنحوا إلى السلم أو قد اخفوا عواطفهم وميولهم فى القدر من وراء الجنوح للسلم مهما كانوا كذلك مما دام المسلمون مقدمين على السلم بإخلاص فإن الله تعالى معهم ويؤيدهم وهو حسبهم وحافظهم وهو الذى أيد رسوله بنصره فى غزوة بدر وأيد المؤمنين وقد جمع قلوبهم وأرواحهم على أخوة الإيمان وألف بين قلوبهم التى كانت من قبل متنافرة ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين. وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم )

وهكذا تحابوا بروح الله، وأصبحوا بنعمته إخوانا وأشرق السلام فى صفوفهم. قال الرسول (ص) : إن من عباد الله لأناس ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى ، قالوا يا رسول الله خبرنا من هم، قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها والله إن وجوههم نور.

كما قال رسول الله (ص) : ( إن المسلم إذا التقى أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورقة عن الشجرة اليابسة فى يوم ريح عاصف )

(ادخلوا فى السلم كافة )

وقد وردت الدعوة إلى السلام فى القرآن الكريم فى مواطن متعددة وبوجوه كثيرة كلها تؤكد الدعوة إلى الأمن والسكينة والاستقرار والطمأنينة والسير على هداية الإسلام وأصل المسلم بالفتح والكسر والاستلهام والطاعة ويطلق أيضا على الصلح وترك الحرب والمنازعة وقيل ( السلام الاسلام إن هذه الآية الكريمة دعوة للمؤمنين بصفة الإيمان التى تقضيهم أن يحيوا سريعا.

فما دام مؤمنا فهو لا يسجد إلا لله وحده ولا يتجه إلا لله وحده ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .

إذن هو فى إيمانه وسلمه ومتجه إلى إله واحد قادر على كل شيء إنه صاحب القدرة القوية الحقيقية، إنه القاهر فوق عباده، إنه على كل شيء قدير، إنه يجير ولا يجار عليه ومادام الأمر كذلك فكيف لا يحيا فى سلام وأمان فى ظل هذه العقيدة، وكيف يخشى من غير ربه ، إنه فى أمان من أية قوة زائفة أخرى، لأنه مع القاهر القادر رب العالمين فلا يخاف أحداً ولا يخشى شيئا وهذا هو السلم بعينه. هذا وقد خلقه ربه سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

فالإنسان مخلوق للعبادة، وهو يريد بالخلافة على الأرض العبادة، فالعبادة غايته، وهو مخلوق من أجلها، أى أن الإنسان بكل أعماله فى الدنيا وفى كل نشاط أو جهر يبذله إنما هو يتجه للغاية من خلقه وهى عبادة الله تعالى ومن كان هدفه العبادة بكل عمل أو كسب أو نشاط هل يليق به أن يغدر، هل يصح منه أن يخون هل يجوز له أن يطغى، وأن يبغى أو يفتك أو يحارب أخاه، أو يفجر فى الخصومة معه وأن يتجرأ عليه كلا، كلا إن الذى خلق للعبادة ووكل حركة أو نشاط له فى الدنيا .
siege auto

0 comments:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More